يقوم الحب بدور مهم في حياة الإنسان . فالطفل في حاجة دائمة إلى الحب والعطف والرعاية من والديه ومن الكبار المحيطين به, ومبادلتهم هذه المحبة والمودة, وفى هذا الجو المشبع بالحب تنمو شخصية الطفل نمواً طبيعياً سوياً , أما إذا حرم الطفل من الحب والعطف أحس بعدم الأمن والطمأنينة , وشعر بالخوف والقلق و ذلك حتماً سيؤثر في نمو شخصيته تأثيرا سيئاً فيعرضه لكثير من الاضطرابات والأمراض النفسية, وبالتالي سيؤثر على حياته وعلاقاته الاجتماعية, كما سيؤثر على حياته العلمية و تحصيله الدراسي .فإذا أردنا أن نجنب أبناءنا ذلك يجب أن تكون تربيتنا لهم عن طريق المحبة ؟ ت
فمن وسائل التربية بالمحبة: ت
أ-أن ينظر الآباء في أعين أبنائهم مع ابتسامة خفيفة, ويتمتموا لهم بصوت حانٍ كلمات حب ومودة. فالنظرة والكلمة لها أثر ونتائج غير عادية على الأبناء, فالكلمات التي نريد أن نقولها لأبنائنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا. لان الصورة التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام , إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة .إن بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه الحط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء . إن التوبيخ والسخرية من قبل الأهل بغرض تشجيع الأبناء لترك عادة معينة لا يجديان ولكنهما قد يدفعان الطفل إلى كره والديه والحقد عليهما ,كذلك من الممكن أن ينتج عن هذا لدى الطفل;انطواء ، عدوانية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس , شعور عدائي ضد المجتمع. ت
ب-كذلك أثناء تناول الطعام فليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أبنائهم أو يضعها على الصحن وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة, لأن وجود الوالدين بجوار الطفل أمرا مشبعاً في ذاته و مرضياً للطفل. ت
ج-إذا أتى الأب ليحدث ابنه يجب ألا يكونا على كرسيين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه . فإذا أردتُ أن تحدث ابنك أو تنصحه فلا تجلس بعيداً عنه.. لأنك إذا جلستُ في مكان بعيد عنه ستضطر لرفع صوتك [ ورفع الصوت سينفره منك] ويجب على الأب أن يضع رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة. ت
هـ لا تبخلوا على أولادكم بالضمة والرحمة ، فالحاجة إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء, قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين, فرآه الأقرع بن حابس , فقال له الرسول : أتقبلون صبيانكم ؟!! فرد الأقرع :والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلوبكم , إن القبلة للابن هي واحده من تعابير الرحمة . وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن نكون قد أبعدنا أبناءنا عنا , فحرمان الطفل من الحب يؤثر فيه تأثيرا سيئاً لأنه يعوق نمو شخصيته, ويؤثر على تحصيله الدراسي , كما يضعف قدرته على مجابهة وحل مشكلات الحياة العملية , وعلى تكوين علاقات اجتماعية سليمة. ت
إن هذه الوسائل البسيطة هي ماء تنمو به نبتة المحبة فى داخل قلوب أبناؤنا ، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحنُ عليهم .. مع العلم أن الحب ليس معناه الإسراف في محبتهم أو التغاضي عن أخطائهم.