تعتبر وسيلة اللعب إحدى أفضل الوسائل التي يمكن للوالدين أن يحققوا- من خلالها- المستوى المطلوب لتنشئة الطفل تنشئة سليمة بعيداً عن الاضطرابات النفسية والأعراض الإكتئابية، حيث أن قلة الألعاب الجيدة والهادفة قد تؤدي إلى حرمان الطفل من حقه في ممارسة اللعب وإصابته بالضيق وعدم الشعور بالسعادة( بتصرف من غريد الشيخ، 2006، ص 19). ت
إن ممارسة الأنشطة والألعاب الهادفة تعد إحدى أهم حقوق الطفل، وينطبق ذلك بخاصة على أطفال متلازمة الداون كونهم من ذوي الإحتياجات الخاصة. ت
وفي إطار التعليم التربوي لأطفال "الداون" وجدت الباحثة الحالية أنه من المناسب أن يتم تصنيف الأنشطة والألعاب التربوية في الصفوف الدراسية لهؤلاء التلاميذ حسب حاجة المعلم إلى تحقيق الأهداف السلوكية المرتبطة بالمنهج الدراسي المتبع في تربية هذه الفئة، وتتمثل هذه الأهداف- عادةً- بتنمية الجوانب المختلفة لشخصية التلميذ وهي كما يأتي: ت
أ-الجانب الجسمي: ت
يتمثل هذا الجانب من شخصية تلميذ "الداون" ببعض صفاته الجسمية ومنها: ارتخاء العضلات والمفاصل وضعفها. ويتطلب نمو هذا الجانب ممارسة الأنشطة الجسمية اللازمة لتنشيط عضلات الجسم وبخاصة عضلات كل من اليد والرقبة. ويهدف هذا النوع من الأنشطة إلى تقوية الأداء الجسمي العام، والتقليل من خمول العضلات وخشونتها. ت
ومن أمثلة الأنشطة الجسمية: كرة السلة- وكرة القدم- تمارين رياضية سهلة وبسيطة. ومما لا ينبغي أن يستهين المعلم به ضرورة أن يبذل تلميذ الداون جهداً بسيطاً تحسباًّ لأي ضرر قد يصيبه بسبب ضعف عضلات القلب(عند نسبة كبيرة من أطفال الداون). ت
ب-الجانب الإنفعالي والوجداني: ت
ويتمثل هذا الجانب بالإنفعالات والحالات المزاجية التي تظهر في شخصية الطفل من مثل انفعالات الإبتهاج، والضحك، والحماس، أو حالات الضيق، والغضب، والحزن. ويتطلب نمو هذا الجانب ممارسة الأنشطة الترفيهية والترويحية التي تهدف إلى تعزيز الحالة المزاجية للتلميذ وتوجيهها نحو المسار الإيجابي من جهة، كما تهدف إلى التقليل من التعرض للحالات المزاجية السلبية من جهة أخرى، ويمكن للمعلم أن يختار في هذا الجانب الألعاب الشعبية أو الرائجة في مجتمع التلميذ من مثل: لعبة "الغمَّيضة" (تغطية عينَيْ أحد التلاميذ ثم محاولة اصطياده بقية المشاركين حسب سماعه لأصواتهم)، ولعبة "اللبَّيدة" (اختباء أحد التلاميذ في مكان آمن، ثم قيام المشاركين بمحاولة إيجاده)، ولعبتي "الأونو" أو "الدومينوز" المصوّرتين(من إعداد الباحثة الحالية).