من وجهة نظر المدرسة الاجتماعية- المعرفية، فإنّ الفاعلية- الذاتية تلعب دوراً في التأثير بالتعلم ذي التنظيم- الذاتي. ويشير بندور,1986- أن الفاعلية–الذاتية (قوة التأثير على الذات) تُعبر عن تصور فرد ما لما لديه من قوى وقدرة الكامنة، لتنظيم واستعمال وتطبيق الأفعال في مواقف محددة والتي قد تتضمن بمحتواها الجِدّة. ت
ويفترض (شه،2002) أن الفاعلية- الذاتية تؤثر في اختيارات الفرد للأنشطة، وجهوده، ومثابرته، وأنّ الأفراد الذين يتصورون أنفسهم على أنهم أقل قدرة على التعلم في فاعليتهم-الذاتية قد يتجنبون المهمة، في حين أولئك الذين لديهم شعور وانطباع عال من قدرتهم، في قوة تأثيرهم على ذاتهم من المرجح أنْ يُشاركوا أكثر في المهمات. بل أن هؤلاء أثناء مواجهة الصعوبات لأداء المهمة، يحكمون على أنفسهم أن لديهم قوة تأثير يتسع نطاقها بشكل أكبر من جهودهم فيثابرون ويواصلون جهودهم لمدة أطول من أولئك الذين لديهم فاعلية منخفضة. ويُشير(شانك،1990)،إلى أن التلاميذ الذين لديهم فاعلية- ذاتية عالية من المرجح أنهم ينظمون أهدافاً أكثر تحدياً وعلواً لأنفسهم. ت
وقد كشفت نتائج دراسة (توك مان وسكتون،1990) بعد مقارنة أداء المهمة للتلاميذ ذوي المستوى العالي، والمتوسط، والمستوى المنخفض للفاعلية – الذاتية، أنّ المجموعة ذات المستوى العالي من الفاعلية- الذاتية انتاجهم يضاعف مرتين من إنتاج المجموعة المتوسطة، وإنّ إنتاج نفس المجموعة ذات المستوى العالي يعادل عشرة أضعاف المجموعة ذات المستوى المنخفض. والأكثر من ذلك هو أن المجموعة ذات المستوى العالي كانت مخرجاتهم بحسب توقعاتهم الخاصة والمجموعة الوسط بمعدل 22% منه. وأثبتت نتائج الدراسة وجود علاقة واضحة بين إيمان التلاميذ بالفاعلية – الذاتية لديهم ومستواهم الأكاديمي وإنتاجهم في المدرسة. ت
ويُعرف (بندور,1986) الفاعلية- الذاتية على أنها حُكم الأفراد على طاقاتهم الكامنة؛ استعداداً لتنظيم وتنفيذ مسارات من الأفعال المطلوبة وإنجاز أنماط مصممة من الأداءات. وهي، أيضاً، ثقة الفرد في قدرته على السيطرة بتفكيره، ومشاعره، وأفعاله، والتي بناء عليها تتأثر مخرجات أدائه. ت
وكذلك قام (باجرس وكرانزلر،1999) بدراسة على 144 طالباً من المرحلة الثانوية في كل من الصف العاشر والثانية عشرة، وقد تم اختيارهم على أساس أنهم موهوبين في مادة الرياضيات، وقد تم تقديم اختبار في مادة الرياضيات المتقدمة، وكذلك طُبِق عليهم مقياس يحتوى على عدة أبعاد قد يستخدمها الطلاب منها؛ استراتيجيات العمليات المعرفية، استراتيجيات وضع الخطط والأهداف عند الدراسة، المراجعة – الذاتية للمهمات، والفاعلية-الذاتية. ومما أوجدته نتائج الدراسة هو أن الفاعلية- الذاتية لها توجيه مباشر في التأثيرعلى مستوى الأداء في مادة الرياضيات بمستوى (0.05). وفي دراسة مماثلة لها قام بها (باجرس و ميلر، 1994)، كشفت عن وجود علاقة ارتباطية دالة بين الفاعلية- الذاتية والتحصيل الأكاديمي بمستوى (0.05) وكذلك وجود علاقة ارتباطية دالة بين الفاعلية- الذاتية في الرياضيات وأداء حل المشكلات ابداعياً بنسبة (0.05)، أنّ جميع هذه الدراسات قد بيّنت وجود علاقة ارتباطية مهمة بين الفاعلية- الذاتية والتحصيل الدراسي بوصفها عامل مساعد في التنبؤ بالتحصيل الدراسي. وقد أثبتت الدراسات كذلك في هذا المجال أن التلاميذ الذين يؤمنون أنهم قادرين على أداء مهمات محددة يستعملون استراتيجيات معرفية وما وراء المعرفة أكثر ويُواصلون بالمُثابرة بمدة أطول من غيرهم الذين لا يشعرون أنهم لديهم القابلية على أدائها، وقد كشف (ميلتيدو،1999) أيضاً عن وجود علاقة ارتباطية دالة بين كل من الفاعلية الذاتية، توجيه الهدف، والتنظيم- الذاتي كمؤشرللنجاح في الفصل. وطبقاً ل (وينيرت،1983), فإنّ التعلم- الذاتي المنظم لايتم ممارسته بالتأثيرات الخارجية فقط؛ بل بواسطة التنظيم- الذاتي من الفرد، بالاستعانة بالمعرفة، وما وراء المعرفة. ت
وقد قامت (اندرو وفل،2003) بتحري العلاقة بين الفاعلية- الذاتية، والتنظيم- الذاتي، والأداء الأكاديمي، على طلاب كلية التمريض في أدائهم بالعلوم، بهدف بحث الاختلافات في استراتيجيات التعلم الخاصة بالتنظيم- الذاتي، والفاعلية- الذاتية بين الطلاب ذوي التحصيل المرتفع، والطلاب ذوي التحصيل المنخفض. باستخدام مقياس: ت
(SEFS and NASES)
وقد أثبتت الدراسة عن وجود علاقات ارتباطية داله بين كل من التنظيم- الذاتي، والفاعلية- الذاتية، والتحصيل الأكاديمي عند مستوى (0.01) وبيّنت أن التلاميذ الذين لديهم فاعلية- ذاتية عاليه لأداء المهمات العلمية، لديهم تحصيل أكاديمي أعلى من أولئك ذوي الفاعلية- المنخفضة. ت