إن الطفل منذ بداية الشهر السادس يستمتع بمسك فرشاة الألوان و الشخبطة على الأوراق, ويزداد حبه للفرشاة والألوان كلما تقدم به السن, ويبلغ ذروته في سن السادسة ومن هنا يجب أن يبدأ دور المدرسة بتطوير وتوجيه هذا النشاط لما له من أبعاد وأهمية في حياة الطفل فهو : ت
أ- يلعب دور هام في صياغة أذواق الأفراد أي انه يعالج ركنا هاما من تكوينهم, فهو يشكل لهم الأذواق التي يستجيبون بها للمؤثرات الخارجية التي خلقتها الطبيعة أو صنعها الإنسان .فيجعل الإنسان يرتقى بحسه وذوقه عن طريق تأمل الأعمال الفنية. ت
ب-يرقي الوجدان, ويكمل النمو الإنساني من ناحية الخبرات الجمالية التي لا غنى عنها في حياتهم . ت
ج-يكسب الطالب مجموعة من المهارات الايجابية كالدقة والحساب والتفكير قبل الرسم والوعي بالعلاقات واستغلال فراغ الصفحة وحسن الإمساك واستخدام القلم الأسود على السطح الأملس ....الخ
ت
د-تفريغ الطاقة الداخلية الموجودة بداخل الطالب فيجعل للطالب القدرة على التعبير بشكل ناضج عن أفكاره وانفعالاته بإسلوب متمكن يتفق مع مميزات مرحلة نموه. ت
هـ-يمكننا من معرفة الضغوط التي قد يتعرض لها الطالب عن طريق ملاحظة رسوماته . ت
و-يمكننا من معرفة القدرة العقلية للطالب كما يؤكد ذلك الدراسة التي قام بها كيك 1985 فهتم من خلالها بالفرق بين القدرة الحقيقية للخلق ومجرد القدرة على النقل ويبين من خلال هذه الدراسة إن حالات الأطفال التي عكست رسوماتهم هذا النوع العالي من المقدرة كان ترتيبهم عاليا في أعمالهم العامة المدرسية , بينما نجد المقلدين عامة , قاموا بأعمال مدرسية متأخرة . ت
فللفن دور مهم في تربية و تثقيف الطالب فصلة التربية في الفن وطيدة ,فحينما يمارس الطالب الفن ويفهمه ويتذوقه يصبح في ذاته تربية, والتربية حينما تحقق أهدافها الصحيحة وتؤدى على أكمل وجه تصبح فنا. ت
مادة التربية الفنية قد لا تحقق أهداف تربوية واجتماعية ممكن أن يستفيد منها الطالب في حياته المستقبلية وذلك لان: ت
أ-الحصص المخصصة للتربية الفنية في المدرسة لا يستفيد منها الطالب لأنه يتم الاستيلاء عليها من قبل المواد الأخرى لاستكمال المناهج, وهذا إن دل على شيء يدل على تهميش وعدم الاهتمام بهذه المادة وما قد تستطيع أن تضيفه للطالب .ت
ب-ضعف الثقافة التربوية والاجتماعية الحديثة لموجهين ومعلمين التربية الفنية. ت
ج-المعلم يحول المادة إلى مادة وصفية وهنا تصبح غير قادرة على تحقيق أي هدف آخر إلا من زاوية التسجيل البصري. ت
إن العجز الموجود في فهم أهمية مادة التربية الفنية هو عجز في إدراك طبيعتها وما تستطيع أن تؤديه من الناحية التربوية والاجتماعية, يقول (توماس منرو)إن التلميذ الذي يقتصر تعلمه على مجموعة من المهارات الميكانيكية , سيكتشف عاجلا انه متخلف عن ركب العالم المتغير. ت
من المفروض أن نستغل حب الطالب لهذه المادة ونحاول: ت
أ- تنمية الثقافة التربوية والاجتماعية للطالب وغرس المهارات والقيم الايجابية التي نتمنى أن يصل لها وذلك بإعطاء هذه المادة حقها ووقتها . ت
ب-تطوير وتطبيق أهدافها . ت
ج-تزويد معلمي التربية الفنية بالثقافة التربوية الحديثة. ت
إن عدم الاهتمام برسوم الطفل أي جهود الابتكار التي يظهرها في تعبيرات ,هو الذي يشين أي مدينة فكرية ويمثل تدهورها الاجتماعي (هربرت ريد).