تؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة على ضرورة مواكبة النظم التعليمية لمتطلبات العصر واحتياجاته، حيث تهتم أساليب التعليم الحديثة بإعداد الإنسان من أجل أن يستطيع التعايش في هذا العالم، لذا فقد أصبحت هناك ضرورة لإدخال التغير المناسب على مناهج التعليم وأساليبه وذلك لأن الأساليب التقليدية أصبحت لا تجدي في هذا العصر الذي امتاز بثورة التكنولوجيا والاتصالات (العلي،2005). من هنا ظهرت الحاجة إلى" لتعليم عن بُعدً مع ظهور شبكة الانترنت، وشهدت هذه التقنية في السنوات الأخيرة تطوراً ملموساً مصاحباً لتطور الشبكة نفسها، وكانت الوسيلة المستخدمة في التعليم عن بعد قبل انتشار شبكة الانترنت مقتصرة على النص فقط، ولكن مع التطور التكنولوجي الحديث أصبحت الوسائط المتعددة تلعبا دور هاماًً في دعم العملية التعليمية.ت
بدء التعليم عن بعد ينتشر في البلدان الصناعية والنامية، وانطلقت فكرته أساساً ممن يحتاجون إلى تهيئة أنفسهم لسوق العمل من مثل العاملين في المصانع والشركات كما برزت أهميته عندما أتضح أن المؤسسات الأهلية والحكومية تحتاج إلى تطوير بياناتها وتنمية قدراتها من خلال التعليم والتدريب المستمرين، ولكن انتقالهم من موقع العمل إلى موقع الدراسة كا الجامعات أو المعاهد العلمية كان يشكل عائقاً بالنسبة إليهم، ومن هنا كان الحل لأمثل أن يتلقى المتعلم مواده الدراسية في المدينة التي يعمل بها، حيث يدرس أثناء العمل أوفي بيته معتمد على نفسه بصورة كلية، ولكن مع قدر مناسب من التوجيه والمتابعة من قبل الجامعة أم المعهد الذي يتعلم فيه عن بُعد وقد أدى هذا الاتجاه في التعليم إلى إحداث تغييرات أساسية في المناهج الدراسية وطرق التدريس وذلك لتحقيق الهدف العام من التعليم عن بعد بأعلى كفاءة ممكنة.ت
بدأت شبكة الاتصالات الالكترونية(الانترنت)في الولايات المتحدة الأمريكية بداية عسكرية تخدم الأغراض الدفاعية، ولكن بانضمام الجامعات والمؤسسات الأهلية والتجارية سواء في أمريكا أو خارجها أصبحت هناك شبكة عالمية تضم شتى مجالات الحياة، و تلعب دور الأساس فى نشر كم هائل من المعلومات إلى جانب سهولة منالها.وأغرت شبكة الانترنت معظم العاملين والمختصين للاستفادة منها لاستفادة منها كل حسب مجاله. ويعد استخدام التعليم عن بُعد من أهم المساهمات التي قدمتها شبكة الانترنت لخدمة مجال التعليم فبعد أن كان التعليم عن بعد مقتصراً على مكان معين؛ أصبح الآن أكثر سعة وانتشاراً بحيث صار بإمكان الجامعات التنسيق بين مواقع كثيرة من أماكن متعددة في العالم بشبكة واحدة لإلقاء المحاضرات وتنظيم الدورات التدريبية، ولقد تغي مفهوم التعليم عن بّعدً من مفهوم عام إلى مفهوم أكاديمي منظم، ولأجل ذلك تقوم بعض الجامعات بوضع مناهج خاصة لهذا النوع من التعليم.ت
وقد أكد التربويين أهمية التعليم عن بُعد عبر الانترنت وهذا ما ذكرهُ (ثروت،1998) عندما قال "إن الانترنت سوف يؤدي عملاً كبيراً في تغيير الطريقة التعليمية المتعارف عليها في الوقت الحاضر وبخاصة في مراحل التعليم الجامعي والعالمي، فعن طريق الفيديو التفاعلي لن يحتاج المعلم الجامعي مستقبلاً أن يقف أمام التلاميذ لإلقاء محاضراته، ولن يحتاج الطالب أيضاً إلى أن يذهب إلى الجامعة، بل ستحل طريقة التعليم عن بعد بوساطة معلم إلكتروني، ومن ثم سيتم التوفر على الطالب عناء الحضور إلى الجامعة"(عامر،2007).ت